Ramadan Kareem kuwait افضل الشهور رمضان كريم عند الكويتين

شهر الخير والبركات والعبر والعظات.. أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار

شهر مبارك نزل فيه الوحي وفيه « غزوة بدر » و« فتح مكة » و« ليلة القدر » التي هي خير من ألف شهر « من حُرم خيرها فقد حُرم
حري بكل مسلم أن يستقبله بفعل الطاعات واجتناب المعصيات وأن يُقبل على ربه بالتوبة النصوح
العادات والتقاليد الرمضانية متشابهة لدى المجتمعات الإسلامية وتبقى التفاصيل فقط مختلفة بين هنا.. وهناك
فرصة لا تُعوض لرد المظالم إلى أهلها وتبرئة النفس من الذنوب والاجتهاد في العبادة و« كسر الهوى
النبي صلى الله عليه وسلم سنّ قيام ليالي رمضان لأن فيها ليلة عظيمة خير من عبادة ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريباً
المسلم الواعي يوازن بين التعبد والعمل فيقضي متطلبات « الحياة الدنيوية » ولا يغفل قدسية « الشعائر الدينية
نفحات رمضان تتجلى بالتسابق إلى الخيرات وترك المنكرات وإنقاذ الذات من العثرات
إخطار عودة » لكل شخص أعطى لضميره إجازة.. وعليه أن يتقي الله في تعامله مع الناس والبعد عن الاحتيال والخداع والكذب
إدارة الوقت » في رمضان ضرورة حتى لا يفوتنا الثواب ونفوز براحة الجسد والترفيه عن أنفسنا
الأسواق » و « المساجد » تتنافسان لاستقطاب الصائمين .. وعليك الاختيار
ها نحن في شهر رمضان شهر هو عند الله افضل الشهور وايامه افضل الايام ولياليه افضل الليالي خصه الله تعالى من بين أشهر السنة كلها بخصائص وفضائل لا تكون في سواه، وخص الله تعالى فيه ليلة هي خير من ألف شهر
شهر رمضان شهر الخير والبركات والعِبر والعظات، شهر يستبشر بقدومه المسلمون في كل مكان، لما فيه من حُسن الجزاء من الله تبارك وتعالى لعباده، ولما فيه من عظيم المثوبة، وجزيل الأجر، فهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: «قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتَّح أبواب الجنة، وتغلق أبواب الجحيم، وتغل الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم » (أخرجه أحمد والنسائي
شهر رمضان شهر الجود والاحسان شهر الصدقة واطعام الطعام شهر الذكر من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير
وهو الشهر التاسع من شهور السنة وفق التقويم الهجري سمي بهذا الاسم عام 412م على وجه التقريب وذلك في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للرسول (صلى الله عليه وسلم) واشتق اسمه من الرمض وهو حر الحجارة من شدة حر الشمس، ذلك انهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي هي فيها فوافق رمضان ايام « رمض » الحر وشدته فسمي به، ووافق جمادي الاولى وجمادي الاخرة ايام تجمد الماء في الشتاء فسميا به وهكذا كل شهور السنة الهجرية
ويقول بعض العلماء ان شهر رمضان مأخوذ من رمض الصائم يرمض اذا حر جوفه من شدة العطش
وفيه يمتنع المسلمون عن الشراب والطعام والجماع من الفجر وحتى غروب الشمس كما ان لشهر رمضان مكانة خاصة في تراث وتاريخ المسلمين ففيه نزل الوحي وفيه الليلة المباركة ليلة القدر، وفيه غزوة بدر وفيه فتح مكة في 20 من السنة الثامنة للهجرة، وفي السابع من رمضان من عام 1351 هـ توحدت الحجاز ونجد تحت اسم المملكة العربية السعودية
شهر الصيام والقيام وصالح الأعمال وللصيام حكمة ربانية وأهداف تحقق صلاح الدين والدنيا، فالصيام من العبادات التي تزكي النفس وتحيى الضمير وتقوي الايمان وتحقق التقوى بفعل الأوامر وترك النواهي فينزه الصائم الصيام عما يجرحه ويصون سمعه وبصره وجوارحه عما حرمه المولى عز وجل، ويعف لسانه عن اللغو والرفث فلا يصخب ولا يجهل ولا يقابل السيئة بالسيئة وانما يدفعها بالتي هي أحسن ليجعل الصيام واقيا له من الوقوع في الاثم والمعصية في الدنيا وعذاب الله في الآخرة ان لم يتب
شهر هذه بركاته وهباته حريٌ بكل مسلم ان يستقبله بفعل الطاعات واجتناب المعصيات وأن يُقبل على ربه سبحانه بالتوبة النصوح وأن يرد المظالم الى أهلها وأن يبرئ نفسه من ذنب ومعصية، وينتهز هذه الفرصة العظيمة، فيجتهد في العبادة حتى يألفها مدى عمره وطول أجله
وعلى العبد ان يُجاهد نفسه فيمنعها عمّا حرم الله عليه من الأقوال والأعمال، لأن المقصود من الصيام هو التقوى وطاعة المولى، وتعظيم حرماته سبحانه، وكسر هوى النفس، وتعويدها على الصبر لأن الصبر ضياء وأجر عظيم ومثوبة كبرى
وليس المقصود من الصيام مجرد ترك الطعام والشراب وسائر المفطرات فقط، قال صلى الله عليه وسلم: « الصيام جنّة فاذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فان سابه أحد أو قاتله فليقل انيّ صائم » (رواه البخاري
وتبدأ الاستعدادات من جانب شعوب الأمة الاسلامية لشهر رمضان المبارك قبل قدومه بأيام عدة، وعلى الرغم من ان العادات والتقاليد ابان شهر الخير تكاد تكون متشابهة لدى المجتمعات الاسلامية الا ان لكل منها ما يميزه عن غيره من المجتمعات خاصة في مظاهر التعبير عن الفرح باستقبال أيام الشهر الكريم بتبادل التهاني واقامة الموائد الرمضانية وتبادل الدعوات والعزائم بين الأهل والأصدقاء
أفضل الشهور
وهو أفضل شهور العام لأن الله سبحانه وتعالى اختصّه بأن جعل صيامه فريضة وركناً رابعاً من أركان الاسلام، ومبنىً من مبانيه العظام، قال صلى الله عليه وسلم: « بُني الاسلام على خمس : شهادة أن لا اله الاّ الله وان محمداً رسول الله وإقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت » متفق عليه
وسنّ النبي صلى الله عليه وسلم قيام ليالي شهر رمضان، لأن فيها ليلة عظيمة خير من عبادة ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريباً
قال صلى الله عليه وسلم: « ان الله فرض عليكم صيام رمضان، وسننت لكم قيامه، من صامه وقامه ايماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه » رواه النسائي وصححه الألباني
وبما أننا حالياً في شهر رمضان وهو من الأوقات الفاضلة وهو شهر العتق من النيران، والفوز بالجنان فانه حري بنا ان نزداد من فعل الخير، ويجب علينا أيضاً ونحن نعمل الأعمال الصالحة ونسارع فيها ألا نغفل عن ان نستمر على فعلها لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم)عن ربه في الحديث القدسي : (ما يزال عبدي يتقرب الى بالنوافل حتى أحبه)، فقوله: (ما يزال) تفيد الاستمرارية، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تابعوا الحج والعمرة) فان الاستمرار في الخير والمداومة عليه مما يحبه الله
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب الى الله؟ قال: (أدومها وان قلَّ)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا عمل عملاً أثبته
وفي هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة شهر المغفرة شهر العتق من النار، فالنبي صلى الله عليه وسلم زف هذه البشرى لأبي بكر رضي الله عنه: (أنت عتيق الله من النار) فمن يعتق فيها من النار فقد فاز بالجائزة العظيمة، ففي شهر رمضان تكون أعظم هدية وأعظم جائزة تستحق ان تنالها «أن يعتقك الله سبحانه وتعالى من النار
شهر العبادات
شهر رمضان هو شهر العبادات وبالقدر نفسه هو شهر العمل والعطاء يمضي الصائم نهاره في حالة من الاسترخاء أما مساؤه فهو مساحة زمنية من العبادات تتواصل مع عمل مكثف حتى ان المرء ليعتقد ان الشوارع والمحلات أشبه بورش عمل لا تكل ويمضي الناس عملهم بين التعبد والعمل بين متطلبات الحياة الدنيوية وقدسية الحياة الدينية، وهم بفعلهم هذا مطمئنون الى ما يقومون به فهم يكدحون ويجدون راحة وهم يؤدون شعائرهم الدينية من صلاة وصيام وتعبد وتجنب للمحرمات
ولشهر رمضان روحانيات ونفحات وفيه تسابق الى الخيرات عن أبي هريرة رضي الله عنه.. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وسلسلت الشياطين
ولكن أين هذا مما نراه فيه شيء من المعاصي والانفلات وعدم الالتزام الديني من خلال ما يتم عرضه عبر بعض القنوات الفضائية والتي تتسابق في هذا الشهر الفضيل الى العرض المكثف لبرامجها ومسلسلاتها التي في الكثير منها ما نراه انه لا يمت الى روحانيات الشهر الكريم بصلة بل في هذه القنوات ما يمكن ان نعده سباقاً محموماً نحو جر المسلم وابعاده عن الدين وتلهيته عن أداء الفرائض والتعبد في هذا الشهر الفضيل
ورغم ان هناك الكثير من البرامج الدينية الا ان اغراءات تلك القنوات ببرامجها ومسلسلاتها وأفلامها هي أكبر من تلك التي تحث على الروحانيات وعلى التعبد ومحاولة شد المشاهد المسلم بعيداً عن تلك القنوات، وهي في هذا التوجه تنجح مرات وتفشل مرات أخرى فكثيراً ما نلاحظ تلك التجمعات حول المسلسلات والقنوات التي تعرض الدراما أكبر بكثير من تلك التجمعات حول القنوات التي تعرض البرامج الدينية وهذا هو مكمن الخطر فرغم ان هناك محاولات كثيرة للاصلاح وخاصة في هذا الشهر الفضيل، الا أننا نجد في المقابل ان هناك جهات افساد تحاول جاهدة جر المشاهد اليها ومحاولة الهائه واشغاله عن أداء الفرائض وتنفيذ تعاليم الدين الحنيف
ان شهر رمضان بروحانياته فرصة الانقاذ للانسان المسلم حيث يظل هذا الانسان في معترك الحياة يكد ويتعب وكثيراً ما يلهو في هذه الدنيا، ليأتي هذا الشهر الفضيل ليعطيه هدنة لالتقاط الأنفاس ومحاسبة النفس ففيه فرصة للتسامح وكذلك لمزيد من الالتزام دينياً بعيداً عن الكسل أو الاتكالية كما انه فرصة للمزيد من التواصل وصلة الأرحام والبعد عن كل ما يعكر صفو الأسرة من مشاكل أو منغصات والابتعاد عن بعض الخصال السيئة وفعل الخيرات والدعوة الى الرحمة والمودة
أما العلاقات الانسانية ففي هذا الشهر الكريم دعوة لكل شخص أعطى لضميره اجازة ان يخطره بالعودة والرجوع في هذا الشهر الفضيل، وليضع الله نصب عينيه فيتقيه في تعامله مع الناس ويبتعد عن الكذب والمراوغة والخداع أو الغصب والاحتيال واستغلال القلوب الطيبة، فليس المغزى من الصيام التزاحم على المواد الغذائية في الجمعيات التعاونية فقط انما المغزى الرباني منه تهذيب النفس والارتقاء بها الى الصفاء والشفافية
تنظيم الوقت في رمضان
مع بداية شهر رمضان يعدّ الصائمون العدة لاستقبال هذا الشهر الكريم الذي سيغير من روتين حياتنا، فتتغيّر عادة النوم ومواقيت العمل، كما يرتبك برنامج العطلة، والسبب ان الأغلبية يجدون صعوبة في تنظيم أوقاتهم بين العمل، العبادة، الراحة والاستمتاع بوقتهم، فكيف ننظم أوقاتنا في شهر رمضان
النوم الى وقت متأخر، التسوق، قضاء ساعات في المطبخ والسهر هو البرنامج اليومي الذي يتبناه الكثير من الصائمين في شهر رمضان، فينال منهم التعب والارهاق قبل حتى ان ينتصف الشهر، لأنهم أغفلوا مسألة تنظيم الوقت التي تصبح أكثر أهمية في رمضان عن سائر الأيام، لأن الواجبات الاجتماعية والدينية تتضاعف
وحتى لا نقع في هذه الأخطاء لابد للاسرة من وضع برنامج وسلم أولويات حتى لا يفوتنا الثواب ونفوز براحة الجسد والترفيه عن أنفسنا، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ » رواه البخاري
ان ادارة الوقت في رمضان بوضع برنامج وخطة بالتشاور مع الأهل لتنظيم أوقات العائلة حتى تناسب ظروفها، مع مراعاة الأولويات لاستثمار الوقت في المفيد
وينصح بعدم الاكثار من النوم في النهار فإن كان لابد فليكن ساعة من نهارٍ لاستجماع القوى، أمّا النّوم المفرط فانه يتنافى مع روحانية الصيام
كما يمكن للصائم أخذ قسط من الراحة بعد صلاة الفجر ثم التوجه الى العمل، ولا يقضي وقته بعد العودة من العمل في الشارع فيرهق جسده، خاصة ان الشهر الكريم يتزامن مع شهر يوليو حيث الحر الشديد فحري به ان يلزم بيته ليرتاح استعدادا لواجباته الدينية والاجتماعية
وينافس السوق المساجد في استقطاب الصائمين في شهر رمضان، اذ يقضي الكثيرون أوقاتهم في زيارتها لاقتناء ما تشتهيه أنفسهم وهناك من يقصد السوق أكثر من مرة في اليوم، غير ان وضع برنامج للتسوق كفيل باقتصاد الوقت والمال فرمضان ليس شهرا للطعام بل هو شهر عبادة بالدرجة الأولى، فحري بالصائم ان يقضي وقته في بيته للراحة وتلاوة القرآن أو الجلوس مع العائلة، عوض التجول في السوق وهو بذلك يهدر ماله ووقته
ويفضل ان يأخذ الصائم وقتا للراحة بعد الافطار وقبيل صلاة العشاء، فهذا من شأنه ان يشحن طاقته، ثم يخرج للصلاة وأشغاله، لينام عند منتصف الليل حتى يتمكن من الاستيقاظ لسنّة السحور وصلاة الفجر مع تلاوة ما تيسّر من القرآن، ليعود الى النوم مجددا أو الانصراف الى أشغاله
يوم القريش
عادة كويتية شعبية قديمة اندثرت في الوقت الحالي الى حد ما حيث كان الاحتفال بـ(يوم القريش) يكون في آخر أيام شهر شعبان، ويكون الاحتفال به بأن تقوم كل عائلة بالذهاب الى بيت كبير العائلة (العود) وهم يحملون ما لذ وطاب من الأكلات المتوفرة في بيوتهم وذلك للاحتفال بقدوم الشهر الفضيل من ناحية وللقاء بقية أفراد الأسرة من ناحية أخرى، وأطلق على هذا اليوم كلمة (القريش) لان كل أسرة تجود بما لديها من أطعمة ومأكولات بكرم وسخاء وهو ما يعبر عن معنى الكلمة
وتؤكد اغلب المصادر ان هذا الاحتفال بالقريش قد بدأ في الربع الاخير من القرن التاسع عشر حين اعتادت الاسر حمل الاطعمة الموجودة لديها والتجمع في بيت واحد للاحتفال بقدوم رمضان، واستمرت تلك العادة حتى يومنا هذا لكنها تطورت واصبحت تقام في الدواوين والمؤسسات الحكومية والخاصة بين مجموعة من الزملاء وهي وجبة تتكون عادة من الفطائر والمعجنات واللحوم والحلويات والعصائر عكس ما كان يحدث قديما حيث كانت الاسماك هي الوجبة الرئيسية فيه نظرا للامتناع عن تناولها في رمضان ظنا انها تزيد من الشعور بالعطش
رمضان في الكويت
شهر رمضان يفرض على البيوت الكويتية حالة طوارئ حيث تقوم كل أسرة بحساب حسابات شهر الخير والبركات، وتقوم باعداد جداول العزومات والاحتياجات، وتنشط حركة تجديد الديوانيات في كل محافظات الكويت حيث تحلو سهرات الشهر الكريم والسمر فيها
كما بدأت الأسواق والجمعيات التعاونية حركتها الدؤبة لجذب المواطنين والمقيمين بالاعلان عن المهرجانات الترويجية للسلع والبضائع من اجل جذب المستهلك، كما بدأت الأجهزة الرقابية في البلدية ووزارة التجارة وأجهزة الدولة المختلفة من جانبها حالة من الاستنفار لفرض الرقابة على الأسواق ومنع الاستغلال من جانب التجار
وتتزايد احتياجات الأسر في شهر رمضان المبارك بشكل كبير، مقارنة ببقية أشهر السنة الاخرى، حيث يتهافت الكويتيون والوافدون على شراء ما يحتاجون اليه من شراب وطعام وضروريات وكماليات بنفس الرغبة واللهفة من دون وضع قيود على ميزانياتهم وضبطها، وذلك برغم ان شهر رمضان الكريم يأتي هذا العام والكويت مثلها مثل باقي دول العالم تشهد ظروفا اقتصادية صعبة انعكست بشكل او بآخر على المستوى المعيشي للأفراد الذي ارتفع كثيرا
ولأن عادة الجلوس في الديوانيات لاحتساء مشروب القهوة العربي ومرور الأطفال في ليلة القرقيعان في نصف الشهر على المنازل ومعهم أكياس الحلوى والمكسرات من أبرز العادات الرمضانية التي يحرص عليها الكويتيون مهما كانت الظروف فان الاستعدادات لاحياء هذه العادات الخالدة في التراث الكويتي تأخذ نصيبا كبيرا من الاهتمام
وتتحول الكويت كلها في شهر رمضان الى مسجد للعبادة وواحة للفرح وبستان تزهر فيه براعم الخير فتعطي اطيب الثمار حيث اصبح هذا الشهر المبارك في حياة الكويتيين قديما مناسبة دينية اجتماعية، وتتميز عادات اهل الكويت في شهر رمضان المبارك بخصوصيتها وطقوسها العفوية والاجتماعية منها الغبقات والديوانيات وبعض ما تحفل به الذاكرة والتراث الكويتيان من رموز شعبية مثل (ابو طبيلة) أو كما يسمى (المسحراتي) في بعض الدول العربية الذي كان يطوف (الفرجان والسكيك) في ليالي الشهر الكريم
وكانت الاستعدادات قديما تنطلق في البيوت الكويتية ابتداء من منتصف شهر شعبان تقريبا واهم هذه الاستعدادات هي النظافة حيث يتم تنظيف البيوت وغسل الملابس خاصة في الايام الاخيرة من شعبان، ومن ضمن الاستعدادات ايضا شراء الماشة وتشمل الحبوب من ارز وحب الهريس والجريش والعدس والماش والبهارات اما اللحم فيتم شراؤه في اليوم نفسه الذي يتم فيه الطبخ حيث لم تكن الفريزرات لتخزين اللحوم موجودة
ويبدأ احتفال الكويتيين برمضان اخر ايام شعبان وقبل الاحتفال برؤية الهلال مباشرة ويطلق على هذا اليوم « القريش
أخطاء ترتكب في العشر الأواخر
هناك أخطاء يرتكبها بعض الناس في العشر الأواخر منها:
-1 الفتور عن العبادة في العشر، فترى كثيراً يُقبل على العبادة في أول رمضان، وكلما مرّت أيامه، تناقص الجهد، وفترت العزيمة، حتى اذا دخلت العشر الأخيرة لم يخصها بمزيد عناية، وهذا خلاف ما كان علية النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
-2 احياء ليلة السابع والعشرين فقط وترك بقية الليالي، مع ان ليلة القدر تطلب في جميع ليالي الوتر من العشر
-3 عدم احياء سنة الاعتكاف
-4 اضاعة بعض المعتكفين أوقاتهم في غير الطاعة من الأحاديث الدنيوية، وقد تتخللها بعض المنكرات كالغيبة والنميمة والتشويش على المصلين والتالين كتاب الله
-5 خروج بعض المعتكفين من المسجد لصلاة التراويح في مسجد آخر طلباً لحسن الصوت
-6 تلويث المسجد وعدم المحافظة على نظافته
-7 تضييع بعض ليالي العشر في طريق الفر والعودة من مكة بسبب أداء العمرة، ولو أداها في أول رمضان لسلم من ذلك
-8 عدم التقيد بوقت دخول المعتكف والخروج منه، والصواب لمن نوى اعتكاف العشر ان يدخل معتكفه قبل غروب شمس يوم العشرين، ويخرج بعد غروب شمس آخر يوم من الشهر
ميزانية الأسرة في رمضان
شهر رمضان شهر الروحانيات ونفحات الخيرات ولا يجب ان ننظر اليه على انه شهر الاسراف والتبذير والسهرات والتفاخر والتنافس في المظهريات التي ترهق ميزانية الأسرة وتلهي القلب عن العظات والعبرات والروحانيات المستقاة من فريضة الصوم
ان الضوابط الشرعية للانفاق في رمضان وغيره يجب ان تكون من حلال وقصد معتدل وتجنب الاسراف والتبذير والمظهرية والتفاخر
لانه يحقق التوازن في ميزانية الأسرة في رمضان ويجنبها الوقوع في مشاكل الاستدانة كما يحقق السكينة والهدوء والاستقرار وراحة النفس، والتمتع بروحانيات الصيام
وعلى العكس من ذلك فان الاسراف والتبذير والبذخ يقود الى الخلل في الميزانية ويسبب مشاكل كثيرة تثقل كاهل البيت ومما يزيد الأمر خطورة تقليد الغير في البدع وفي العادات التي تخالف الضوابط الشرعية وذلك في الوقت الذي لا تجد ثمن الحاجات الأصلية للمعيشة
لذلك لو ان الاسرة التزمت بالانفاق المعتدل في رمضان لانخفض الاستهلاك وقلت النفقات وتحققت البركات وتجنبت العجز في الميزانية ويعتبر هذا كله من الواجبات الدينية
خصائص شهر رمضان
جمع الله في هذا الشهر كل خصال الخير واشتمل على كل اركان الاسلام فبجانب الصلوات الخمس زيدت عليها صلاة التراويح وصلاة القيام وخص هذا الشهر بقراءة القرآن والتنافس في ختمه بين المسلمين فضلا عن سائر الايام، واضافة الى انه شهر الصوم وهذا هو الركن الرابع في الاسلام فرضت فيه الزكاة «زكاة الفطر» وهي الركن الثالث، وبين رسول الله صلي الله عليه وسلم ان العمرة في هذا الشهر تعدل حجة، وبهذا فقد اجتمعت كل اركان الدين فيه هذا بخلاف انه شرف بنزول القرآن، وفيه ليلة تعدل في عبادتها عبادة الف شهر اي بما يزيد على ثلاثة وستين عاما وهو الشهر الذي يتفضل الله فيه على عباده فتوصد ابواب النيران وتفتح ابواب الجنان وتصفد الشياطين ويزداد فيه رزق المؤمن ويتضاعف الاجر والثواب
بوطبيلة
هي شخصية كانت موجودة قديما في الكويت الا انها اندثرت الآن ولم يعد لها وجود، وسمي بوطبيلة نسبة الى طبل صغير كان يحمله حيث يطوف شخص بطبله الصغير على البيوت كل ليلة حتى اخر الشهر الكريم يوقظ الناس لتناول السحور ويمر بوطبيلة على البيوت معلقا شبه خرج يتدلى من رقبته ماسكا عصا قصيرة وطبلا صغيرا او متوسط ومع قرع الطبل يردد كلمات ترهيب « قوم ياصايم واطلب ربك الدايم »، وفي الايام الاخيرة من الشهر الفضيل يقرع بوطبيلة الابواب التي قام بالتجوال عليها طوال الشهر فيقدم له الاهالي ما تجود به انفسهم من مبالغ نقدية او مواد تموينية مثل الارز والسكر والطحين والتمر
ورغم روحانية هذا الشهر الا انه ومن المؤسف الا نرى في هذا الشهر سوى صيام البدن وفي احسن الاحوال صيام اللسان لان النفس امارة بالسوء تجعلنا نغرق في تفاصيل الحياة اليومية والتي حولت العبادة الى عادة وتواصل ومظاهر وزيارات وتفاخر
ومن أسوأ هذه العادات الكسل والتراخي وضيق الخلق الى جانب التأفف سواء في البيت ام في العمل وكما لو كنا نتمنن على العلي القدير بصيامنا، مع ان العكس هو الصحيح لان الله منّ علينا بهذا الشهر الفضيل ليكون فرصة للاستغفار والتوبة والتكفير عما فات من ايام وشهور لعام مضى
عُمرة رمضان
العمرة في رمضان تعدل حجة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك البعض يقولون انها افضل في العشر الأخيرة لأن العشر الأخيرة هي أفضل الشهر، وهكذا في العشر الأول من ذي الحجة لها فضل عظيم، لأن عشر ذي الحجة أفضل الأيام، والعمل الصالح فيها أفضل الأعمال، فاذا اعتمر في العشر الأول من ذي الحجة فلها فضل عظيم العمرة، لكن في رمضان أفضل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عمرة في رمضان تعدل حجة
روى البخاري ومسلم عن ابْن عَبَّاسٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ: (مَا مَنَعَكِ ان تَحُجِّي مَعَنَا؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا الَّا نَاضِحَانِ (بعيران)، فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ (نسقي عليه) الأرض، قَالَ: فَاذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فَانَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً) ورغم ان العمرة في رمضان تعدل حجة، الا ان العمرة في رمضان لا تجزئ عن حج الفريضة، بمعنى ان من اعتمر في رمضان لم تبرأ ذمته من أداء الحج الواجب لله تعالى، فالمقصود من الحديث اذًا التشبيه من حيث الثواب والأجر، وليس من حيث الاجزاء
ومع ذلك فالمساواة المقصودة بين ثواب العمرة في رمضان وثواب الحج هي في قدر الأجر، وليست في جنسه ونوعه، فالحج لا شك أفضل من العمرة من حيث جنس العمل، فمن اعتمر في رمضان تحصل على قدر أجر الحج، غير ان عمل الحج فيه من الفضائل والمزايا والمكانة ما ليس في العمرة، من دعاء بعرفة ورمي جمار وذبح نسك وغيرها، فهما وان تساويا في قدر الثواب من حيث الكم – يعني العدد –، ولكنهما لا يتساويان في الكيف والنوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

INSTAGRAM FEED

@soratemplates